الموسيقى والنباتات
لطالما كان الاخضر لوني المفضل ودائما خياري الاول ان كان في الملابس, الديكور وحتى في الفن فدائما ما تطغي درجات الاخضر على اعمالي الفنية وفي الآونة الأخيرة وجدت نفسي اقضي معظم اوقاتي مع أصدقاء خضر اللون.
نعم أصدقاء خُضُر
منذ انضمامي لفريق شمس البلد منذ اشهر قليلة وانا أشارك تفاصيل نهاري مع اكثر من 40 نوع مختلف من النباتات، احتسي قهوتي واستمع للموسيقى واقوم بعملي ودائما النباتات موجودة حولي. وما يجعل صداقتنا مميزة هو اني كل يوم كنت اتعرف اكثر على هذه النباتات و اكتشف معلومات جديدة عنها عن طريق الكتب المتوفرة في مكتبة شمس، وكأننا أصدقاء فعليين نتحاور ونوطد علاقتنا. وحتى في ظل الظروف الأخيرة كانت النباتات رفيقتي في الحجر فأول فعل أقوم به فور استيقاظي هو تفقد حديقتي المصغرة المتكونة من بضع الصبارات والعصاريات وشجرة كرز مصغرة وبعض الشجيرات التي نمت من محاولات زرع بذور الليمون والبرتقال .
بما انني أشارك يومي مع النباتات وانا شخص دائم الاستماع لموسيقى لذا كان لابد للنبات ان يلتقط بعض من هذه المتعة، وقد يظن بعضكم ان ليس من المنطق ان يستمع النبات للموسيقى ولكن اسمحوا لي ان أؤكد لكم ان هذه حقيقة وهنالك الكثير من التجارب التي تثبت هذه النظرية , نعم ليس للنبات اذان لذا هي لا تستمع حرفيا للموسيقى, ولكن الصوت عبارة عن موجات والنبات يستشعر بالاهتزازات الصادر عن موجات الصوت لذا النبات لا يستمع للموسيقى بل يستشعر بها. وبما انه يستشعر بها وهي جزء من محيطها اذن لابد من وجود تأثر لها سلبي كان ام إيجابي .
وتبعا للفيزيائي الفرنسي جويل ستيرنهايمر " ان موجات الصوت الناتجة عن الآلات الموسيقية تحفز النبات على خلق بروتين يساعد على نمو هذا النبات،" وحتى يمتد تأثير الموسيقى إلى التربة والبذور؛ فأثبتت التجارب أن البذور التي تعرضت للموسيقى انتجت نبات بورق اكثر وحجم أكبر وخصائص أفضل. اما بما يخص التربة فاهتزازات موجات الصوت تساعد على إنتاج فطريات وبكتيريا جيدة في التربة مما يشجع على نمو الجذر بشكل اقوى وافضل وبالتالي يؤدي الى ثمار بجودة افضل
اما بالنسبة لتجربتي الخاصة على مدار الأسابيع الماضية لاحظت ان نباتي فعلا نما بشكل اسر رغم اني لم اغير اي من الظروف المحيطة للنبات سوى إضافة الموسيقى، ولعلي شهدت هذا التأثير الإيجابي على النبات لان ذوقي في الموسيقى ليس صاخبا فكان اختياري دائما محصور بين الموسيقى الكلاسيكية والجاز.
ولحسن الحظ ان الأبحاث والتجارب اثبتت ان النبات يفضل هذا النوع من الموسيقى بحيث يكون التأثير الإيجابي بطول موجي محدد بين 125 هيرتز و 300 هيرتز، فأثبت انه عند تعريض النبات للموسيقى الكلاسيكية او موسيقى الجاز يميل النبات وينمو نحو مصدر الموسيقى كما يميل نحو الضوء لاستمداد الغذاء أما عند تعريضه لموسيقى الروك الصاخبة أي موجات أسرع يكون لها تأثير سلبي على النبات بحيث يميل النبات بالاتجاه المعاكس لمصدر الموسيقى كأنه يحاول الهرب فتأثير الموسيقى الصاخبة يكون بنفس تأثير الرياح القوية على النبات.
وما زالت تجربتي مستمرة بحيث أصبح الاستماع للموسيقى مع نباتاتي من روتيني اليومي في الحجر .