الجمال و الانتاجية في الحياة اليومية (المحجورة)
بعد أكثر من سنتين من العمل هنا، يمكنني القول بكل تأكيد أن شمس هي فعلا أسلوب حياة، ومنظور مختلف تماما لكل ما يحيط بنا، تتبناه منذ لحظة دخولك لهذا التجمع الإنساني الحضاري
حيث أننا كشعوب تعتبر انها مستهلكة، نجد فكرة الاستهلاك هي الأسهل وربما الوحيدة في نظرنا، واستيراد المنتجات من الخارج تبدو رائعة في بعض الأحيان أيضا. النظره في شمس البلد مختلفة تماما حيث تدور دائما حول ايجاد الحلول والبدائل أو في بعض الأحيان ابتكار ما لم يكن موجودا بالأصل، أما اذا كنت لا تعلم مهارة صنع شيء ما؟ سهل جدا، تعلّمها
هذا المبدأ ينطبق على كل ما نصنعه او ننتجه في شمس البلد من طعام، منتجات، تنسيقات، أثاث وديكور والاهم ثقافة ومعرفة وهذا في نظري هو الأساس والسبب الرئيسي الذي يجعل شمس البلد فكرة غير قابلة للتكرار والتقليد، حيث ان كل ما يولد في شمس هو نتاج المحيط، المواد، الفكر، الرؤية والأشخاص وعمليا لا يمكن أن يجتمع كل ذلك بنفس الظروف مرة أخرى
ربما من أجمل ما قدمته لي شمس هي أنها جعلتني أقدر دوما كل ما يدور حولي، وبددت علاقتي مع الأرض وكل ما ينمو عليها من نبات وأزهار. وجعلت حواسي متيقظة باستمرار تجد الجمال في كل شيء أقابله. عدا أنها أيقظت احساسي بالفصول والمواسم، أقود سيارتي كل يوم نحو عملي واشاهد تغير أزهار الأشجار والورود واترقب موسم نمو الزهرة تلك أو النبات ذاك...أما عن زهرتي المفضلة فهي زهر اللوز بكل تأكيد.
من المؤكد أن حياتي اليومية بمعزل عن عملي تأثرت ولازالت تتأثر بأسلوب حياة شمس، ازداد اهتمامي بجمالية المكان الذي أعيش به، وأصبح العنصر الأخضر الطبيعي أساسي في غرفتي ومنزلي وفي كل هدية أود أن اهديها لأحد.
أيامي في فترة الحجر الصحي هذه لا تختلف كثيرا، فلا زلت أواظب على ترتيب وتقليم والاهتمام بالنباتات في حديقتي وداخل المنزل، وبما أن شمس أيضا تجعلك فضولي للغاية! انا دائمة الحرص على استغلال وقتي في تعلم شيء جديد حتى لو كانت معلومة واحدة كل يوم، لا يهم إن كان في مجال تخصصي وعملي أم لا، المهم أن اكون دائمة التعلم والفضول والتطلع.
من المدهش أيضا أن فكرة هذه المدونة التي نبعت منا كفريق شمس، فجرت داخلي موهبة الكتابة! كنت -ولا زلت- أكتب يوميا في مذكرتي لكن لم أفكر يوما في نشر ما أكتب..لكن هذه هي الحياة في شمس البلد...إلهام جديد وفكرة جديدة.
---
سارة محاسنة مديرة المبيعات والتسويق في شمس البلد. اذا مش بالشغل او معلقة بالحجر عالأغلب بتلاقيها راكبة عالبسكليت بالطبيعة.